--- ثقافة الحوار المفقودة ----

--- الفكر هو عصارة تجارب الآخرين ، ولايمكن لاي حوار ان يجري دون وجود طرفين او اكثر ، فلابد لهذا الحوار ان اردنا ان يكون حوارا منطقيا لابد من توفر كثير من العناصر اهمها ان يتحقق لكل طرف ان الطرف المقابل كيان له اطروحته وفكره وفلسفته ان يكون الحوار بلغة هادئة بعيدا عن ادوات العنف والتعنيف ، وبعيدا عن الاسفاف ومنطق التجريح والدخول في امور شخصية انصرافية تبعد الحوار عن الموضوعية والهدف من الحوار ، ويجب على الطرفين الارتقاء بمستوى الحوار من حيث انتقاء الكلمات الرائعة وعدم التعصب لفكرة واحدة وعدم رفع الصوت وقيل قديما ان البراميل الفارغة هي اكثر البراميل التي تصدر صةتا مزعجا ، عدم الاستخفاف باطرف الثاني مهما كانت درجة ثقافته لانه في هذه اللحظة يشكل الآخر الذي لابد من الايمان بوجوده حتى يستمر الحوار ، والايمان بالآخر والاعتراف به هو قمة الوعي الفكري غير المتحجر ، وهو تأشيرة الدخول لك لعوالم الثقافة الحوارية ، ولكن نجد ان كثير من الممارسات الحوارية في مجتمعاتنا تفتقر لابسط قواعد الفكر الحواري والبعد المنطقي ، لذا لابد من الارتقاء بالذات من اجل لغة حوارية ممتعة ومفيدة ولعكس الروح الانسانية مع من يختلف معنا فكريا مع حفظ الاحترامات والابعاد الانسانية للآخر .

---------------------- أسامة الامين محمد علي -------------------